ما هو الأوكسيتوسين ؟ و لماذا يسمى الأوكسيتوسين بهرمون الحب ؟
أطلق على نطاق واسع اسم هرمون الحب، وقد سمي الاوكسيتوسين بالعديد من الأسماء الأخرى مؤخرا مثل : هرمون العناق، هرمون النعيم منذ بدأ الباحثون للكشف عن آثاره على السلوك، بما في ذلك دوره في الحب، بالإضافة إلى الوظائف البيولوجية في الإنجاب لدى الأناث .
ما هو الأوكسيتوسين، وماذا يفعل؟
الأوكسيتوسين هو هرمون يتم تصنيعه في الدماغ، في منطقة ما تحت المهاد ، ويتم نقله وافرازه بواسطة الغدة النخامية، والتي تقع في قاعدة الدماغ ، ولكن يتم تحريره أيضا من مناطق محددة من الدماغ و التي تشارك في السلوكيات العاطفية والمعرفية والاجتماعية ، ان الأوكسيتوسين قد جذب الانتباه الشديد بعد اكتشاف ان له مجموعة مذهلة من الوظائف السلوكية .
والدكتور “إنغا نيومان” يقول ان هرمون الأوكسيتوسين له تأثير على “السلوكيات الاجتماعية والاستجابات العاطفية التي تساهم في الاسترخاء ، الثقة ، الاستقرار النفسي ، ومع ذلك، يشير استعراض آخر أنه هرمون لا يصرف وحده في كيمياء الحب، ولكن هو “واحد فقط من عناصر هامه من نظام كيميائي عصبي معقد يسمح للجسم على التكيف مع الأوضاع بالغة الحساسية ” كان الأوكسيتوسين محور البحث في علم الأحياء من الحب، وقد بدأ استعراض آخر أيضاً باحثاً عن الآثار العامة من الأوكسيتوسين التي يجري تفسيرها .
البحث العلمي لديه القدرة على كشف كمية الأوكسيتوسين المحددة في الدماغ لتعديل السلوك الاجتماعي، بما في ذلك الآثار المترتبة على الرعاية الأمومية والعدوان، والترابط بين الزوجين، والسلوك الجنسي، والذاكرة الاجتماعية .
الأوكسيتوسين في الدماغ أيضا يقلل من استجابات التوتر، بما في ذلك القلق ، ولقد أثبتت هذه الآثار انه مزيل للقلق في عدد من الدراسات والابحاث .
وقد نشرت واحدة من الدراسات ما يسمى “هرمون الحب” في عام 2012، وفحص مستويات الأوكسيتوسين في عشاق جدد في شعب واحد، وجد أن هناك مستويات عالية من هذا الهرمون في المراحل الأولى من اللحظات الرومانسية ، وتظل مستمرة لمدة ستة أشهر . والعلماء مشغولون في اختبار الآثار السلوكية للالأوكسيتوسين ودورها في المشاعر الإنسانية.
التطورات الأخيرة حول آثار الأوكسيتوسين على العاطفة :
أجريت دراسة نشرت في مجلة PNAS في نوفمبر تشرين الثاني عام 2013، ولقد تم الفحص بالاشعة على المخ للرجال الذين تلقوا الأوكسيتوسين أو تلقوه بشكل وهمي عن طريق رذاذ الأنف. وقد وجد ارتباط الأوكسيتوسين مع تنشيط مراكز المكافأة في عقول الرجال ، وبمشاعر أكبر في جاذبية شركائهم من النساء .
مستويات الأوكسيتوسين العالية المفرطة تؤدي إلى التأثير على مشاعر الآخرين ، وقد صدر في يناير عام 2014، في دراسة أن الناس في العاطفة تلقي رذاذ الأنف الأوكسيتوسين الذي يؤثر على تعبيرات الوجه و العواطف لدى الآخرين بشكل مكثف .
الأوكسيتوسين يجعلك تشعر انك أكثر انفتاحاً على الخارج، وفي دراسة بحثية في علم الادوية النفسية عام 2011 ان الأوكسيتوسين يحسن التصور الذاتي في المواقف الاجتماعية ، و تضخيم سمات الشخصية مثل الدفء والثقة والإيثار والانفتاح .
ولكن هذا الهرمون الذي يسمح لنا أن نحب قد يشجعنا أيضاً على الكذب وكان هذا في دراسة في عام 2014 وجدت ان المشاركين الذيت تعرضوا الى الأوكسيتوسين هم أكثر عرضة للكذب لمصلحة المجموعة .
افراز الأوكسيتوسين أثناء ممارسة الجنس :
في كل من الرجال والنساء، الجماع يحفز إفراز الأوكسيتوسين، الذي له دور في الانتصاب والنشوة الجنسية ، ولا يفهم السبب في ذلك تماماً، ولكن في النساء، يزيد من حركة الرحم لتساعد على حركية الحيوانات المنوية ووصولها الى تخصيب البويضة .
ويعتقد بعض الباحثين ان الأوكسيتوسين يلعب دورا في النشوة الجنسية، ويقترح وجود علاقة بين تركيز الأوكسيتوسين وشدة النشوة الجنسية .
لوحظ بأن التأثير الشرطي لهذا الهرمون هو تأثير واضح على زيادة مستوى الرغبة الجنسية على حد سواء عند كل من الرجل والمرأة، كذلك فان الكمية التي تفرز في الدم من هذا الهرمون أثناء الاتصال الجنسي تعمل بعد الوصول إلى النشوة الجنسية او هزة الجماع على دخول الجسم في حالة من الاسترخاء والنعاس، و في مجال البحوث المتعلقة بهذا الهرمون لا يزال دور هذا الهرمون كهرمون (حب، ثقة، عاطفة) قيد الدراسة.
وقد اكتشف الباحثون أن “الأوكسيتوسين” المعروف باسم هرمون الحب قادر على فعل العجائب في حياة الإنسان على صعيد الصحة العامة والصحة النفسية وعلى تصرفاتنا، بل إنه قادر على علاج العديد من أنواع الصداع أيضاً.
لا تقتصر عجائب هذا الهرمون على تعديل المزاج فقط بل إنه يخفض معدلات هرمون التوتر ويخفض ضغط الدم، ويؤكد العلماء أيضاً أنه يلعب دوراً رئيسياً في تحديد مسار علاقاتنا مع الآخرين لأنه مرتبط بمشاعر الثقة التي نوليها لهم وفي ما يلي بعض ما توصل إليه العلماء عن حقائق هذا الهرمون العجيب الذي تمكن العلماء من تصنيعه في المختبرات ويمكن تناوله عن طريق الاستنشاق:
يشجع على الكرم :
ففي دراسة أجريت في عام 2007 تجربة على بضع مئات من المتطوعين، بعضهم تنشق الأوكسيتوسين فيما تنشق الآخرون عقاراً وهمياً ومن ثم خيّروا في اتخاذ القرار المناسب حول كيفية تقاسم مبلغ من المال مع شخص غريب، فتبين أن الذين تنشقوا ذلك الهرمون كانوا أكثر كرماً من غيرهم بنسبة ثمانين في المائة، وقال الباحثون إن من الواضح أن الأوكسيتوسين شجعهم على الغيرية والإحساس بالآخرين.
يساعد على النوم ويخفف من التوتر:
حيث يجري إفراز هذا الهرمون في الدماغ في ظروف خالية من التوتر مما يساعد على النوم المريح، ويقول الباحثون انه يقاوم تأثير الكورتيزول وهو المعروف بأنه هرمون التوتر.. وبالتالي فللأوكسيتوسين تأثير مهدئ يجعل المرء في حالة حب وخدر لذيذ مما يساعدنا على النوم المريح.
يعزز غريزة البقاء
قالت دراسة نشرتها المجلة العلمية إن هرمون الحب يعزز لدينا الشعور بضرورة الدفاع عن النفس وعن القريبين منا ضد عدوانية الغرباء، كاندفاع الجندي في الدفاع عن زملائه حين يتعرضون لهجوم من العدو مثلاً.
يحسّن المهارات الاجتماعية
أكدت أبحاث نشرت أوائل فبراير الجاري أن استنشاق هذا الهرمون من شأنه أن يحسّن قدرة المصابين بمرض التوحد على التواصل مع الآخرين وعلى تخفيف مخاوفهم من الآخرين أيضاً. وكانت دراسات سابقة أكدت أن مستويات هذا الهرمون في دماء المصابين بالمرض أقل من مستوياته لدى غيرهم.
يعزز الرغبة الجنسية
لوحظت هذه النتيجة في البداية خلال التجارب مع الفئران وتأكدت فيما بعد خلال تجارب على عدة مئات من البشر، لكن النتائج لا تتشابه مع الجميع كما تقول البروفيسورة كارول أليسون التي تشرف أيضاً على تدريس مادة الثقافة الجنسية للعاملين في المجال الصحي.
وتضيف قائلة: أعتقد أن النتائج تختلف فأولئك الذين يعرفون قيمة الرومانسية والجلسات الحميمة والعناق يدركون هذه الحقيقة ويعرفون أن مثل هذه التصرفات ترفع في أجسامهم معدلات الأوكسيتوسين.
يبلور الذكريات العاطفية :
تقول دراسة نشرتها مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم ان الأوكسيتوسين عزز لدى الرجال الشعور تجاه أمهاتهم، ففي تجربة شملت واحداً وثلاثين رجلاً تنشقوا الهرمون الاصطناعي، تبين أن أولئك الذين تربطهم أو كانت تربطهم علاقات جيدة بأمهاتهم قد تعززت لديهم الذكريات العاطفية عن أمهاتهم في حين أن الرجال الذين لم يكونوا على علاقة جيدة مع أمهاتهم تغيروا نحو الأفضل بعد استنشاقهم له.
يخفف التوتر :
في العديد من التجارب والأبحاث تبين أن الأشخاص الذين حرموا من أبنائهم، على سبيل المثال، تظهر عليهم علامات التوتر والقلق والاكتئاب لكن هذه العلامات سرعان ما تختفي أو تقل عقب تنشقهم هرمون الحب.
يعزز العلاقات ويقوي الروابط :
في مجموعة من التجارب التي أجريت في العديد من مدارس وملاجئ رعاية الأيتام في كل من روسيا ورومانيا تبين أن معدلات الأوكسيتوسين في دماء الأطفال الأيتام كانت أقل بكثير من مثيلاتها لدى الأطفال الذين يعيشون مع الوالدين أو أحدهما.
وقال أحد المشاركين في هذه الدراسات ان الاختلاف يفسر السبب الذي يجعل نزلاء ملاجئ الأيتام يجدون صعوبة كبيرة في تكوين علاقة وثيقة مع الأسر التي تتبناهم.
ابرز مزايا هرمون الحب هو تسهيل الرضاعة!
يقول العلماء انه كلما زاد معدل هرمون الحب في دماء المرأة الحامل خلال الشهور الثلاثة الأولى للحمل، تتوثق العلاقة أكثر بين الأم وطفلها بعد الولادة ، ومع وجود هذه العلاقة الوثيقة تصبح الأم أكثر اهتماماً بوليدها من حيث الاعتناء بغذائه وبنظافته.. وحتى في غنائها له مما يؤدي إلى تقوية العلاقة بين الاثنين.
يسهل الولادة والرضاعة:
لعل هذه الخاصية هي الأكثر وضوحاً وبروزاً بين مزايا هرمون الحب، فقد تبين أن دماغ الحامل يفرز كميات كبيرة جداً من هذا الهرمون أثناء عملية الولادة مما يؤدي إلى توسيع الرحم وتسهيل عملية الولادة.
ومن المعروف أن أطباء الولادة بدأوا مطلع القرن العشرين استخدام عقار يعرف تجارياً باسم “بيتوسين” لتسهيل الولادة عن طريق تسريع “الطلق” أي الطلق الاصطناعي.. وهذا العقار هو في الحقيقة أوكسيتوسين اصطناعي.
وبعد الولادة يعمل هذا الهرمون على منع أو تقليل مخاطر النزيف.. ومع إفراز الدماغ للمزيد منه يسهل وصول الحليب إلى ثدي الأم مما يمكن المولود من الرضاعة من دون كثير عناء.
يقلل الرغبة في المخدرات :
المقصود هنا كل أنواع المخدرات والمسكرات أيضاً.. ففي دراسة نشرتها مجلة التقدم الطبي في أبحاث الدماغ إشارات واضحة إلى أن هرمون الحب يمنع أو يكبح الرغبة بتناول المخدرات كالكوكايين والهيرويين والمشروبات الكحولية أيضاً، كما أنه يقلل من تأثير العوارض والنتائج التي تظهر بعد تعاطي أي من هذه المخدرات كالجوع مثلاً.
أهم الهرمونات التي لها تأثير على الحب والعاطفة :
إن كلمة الحب مرتبطة بشكل كبير بالمشاعر و العاطفة عند أغلب الأشخاص, ولا يمكن أن يتبادر لذهن أحدهم أن الحب له تأثير على أجسامنا, في الواقع أن السر وراء استمرار علاقة الحب تكمن وراء بعض الهرمونات التي يفرزها الجسم بعد الوقوع في الحب, في ما يلي توضيح لما يحدث للجسم عند الوقوع في الحب.
الإدمان على الحب, و عدم المقدرة على الاستقرار في حال غياب العاشق, أنه هرمون الدوبامين, هذا الهرمون المسؤول عن سعادة الدماغ, و يفرز أيضا عند تعاطي المواد المخدرة و الكحول, عندما يقع أحدهم في الحب, يبدأ إفراز هذا الهرمون و يبقي على الشعور بالابتهاج و الحيوية, و هو السبب في تركيز الشخص على معشوقه فقط, و يمكن أن يفرز هذا الهرمون في المراحل المبكرة من الحب, و يمكن أن يمتد لمراحل متقدمة.
الأوكسيتوسين, هذا الهرمون المسؤول عن الشعور بالهدوء و الطمأنينة و يوثق الروابط بين العاشقين, يفرز هذا الهرمون عند ملامسة و عناق العاشقين لبعضهما, و عادة ما يكون السبب حول الشعور بحاجة التواجد بالقرب من المحبوب, و كما أظهرت الدراسات أن هذا الهرمون متواجد بنسب عالية عند الأمهات و يساعد في إفراز الحليب و يربطهن بأطفالهن.
التستوستيرون, يعتبر هذا الهرمون رجولي, و لكن في الحقيق, يفرز هذا الهرمون عند الرجال و النساء لكنه يوجب بنسب أكبر عند الرجال, و يفرز هذا الهرمون عند تقارب العاشقان بشكل كبير و يحفز على تطور العلاقة.
النورادرينالين, يفرز هذا الهرمون عندما يرى الشخص من يحب, أو يدرك أن الذي يحبه قد رآه, و يكون مسؤول عن تسارع نبضات القلب و الشعور بالارتباك و ارتفاع درجة حرارة الجسم, و كما يمكن أن يؤدي إلى التعرق و جفاف الفم و التلعثم بالكلام و الشعور بالحرج.
روابط الحب, يمتلك الجسم بعض الجينات المسؤولة عن التعرف على الأجسام الغريبة عند دخولها, و تسمى مركبات التوافق النسيجي, تفرز الأجسام هذه المركبات عن طريق العرق و اللعاب, و يمتلك الأشخاص مركبات مختلفة بشكل كبير, ولكن أظهرت الدراسات إلى أن العشاق تكون هذه المركبات شبه متوافقة لديهم, و بالنسبة للانجذاب قبل الحب, كلما كانت هذه المركبات مختلفة أكثر كان الانجذاب أكبر.
الفيرومونات, و هي عبارة عن نواقل كيميائية داخل الجسم, و يعتقد أن لها دور كبير في الانجذاب الجسدي لدى العشاق, و ذلك كون رائحة المعشوق تعتبر أداة قوية للجذب, فيلاحظ أن الكثير من النساء يرتدن قمصان عشاقهن, و الكثير من الرجال يحتفظون بمناديل من يعشقون.