- الحياة بلا حب كالروح بلا جسد جثة هامدة لا نبض فيها ولا إحساس، فهي أشبه بالصحراء اليابسة لا زرع فيها ولا نباتات أخضر.
- فالحب شعور جميل بين طرفين يكون أساسا للإرتقاء، وهو تعبير عن المشاعر، وانجذاب للطرف الآخر بدون أي قواعد، فلا قواعد للحب، ولا ضوابط يضبطها، وإنما هي رابط روحي يقوم على أساس الإنجذاب، وتعيش فيه المشاعر وتكبر ليستطيع كل شخص أن يقدم نفسه للآخر بلا حدود.
- الحب هو لذة للحياة، ففي مسلسل الحب لا قيود، ولا خطوط حمراء، وكل اثنين هما واحد، فالإنسجام هو انسجام روحي وعقلي وجسدي معا، وهو تبادل المشاعر والوصول بها إلى الراحة.
- كل إنسان على وجه الأرض يتعب في هذه الحياة ليصل للراحة، والراحة في الحب و وجود نبض للحياة، ولا يكون للحياة طعم إلا بوجود الحبيب، وكل شخص في هذا الكون يرسم صورة لحبيبه، ويتمنى أن يكون فيه كل الصفات التي يحبها، كما وأنه يكون قريبا دائما له.
- وعليه فسنعمل على طرح أنواع عديدة للحب، حيث أن للحب أنواع قد يجهلها البعض، ولكي تتعرفوا عليها سنطرحها عبر مقالة في موقعنا العربي أرب حظ، وهو الموقع الأفضل عربيا، وسنبدأ بالترتيب كالآتي :
النوع الأول للحب:
حب الهيمنة والسيطرة إلى حد فقدان العقل والجنون:
بعض الأشخاص يشعرون اتجاه من يحبونه وكأنهم ألعاب خاصة لديهم، أو أشياء من ممتلكاتهم، فممنوع على أحد أن يراهم، وممنوع أن يتعاملوا مع أحد سواهم، فهذا النوع من الحب هو حب لا علاقة للعقل فيه، فهو غير مدروس ولا يقوم على احترام شخصية الطرف الآخر، إذ أن هذا النوع من الحب هو حب من طرف واحد، وبطريقة مؤذية، فإن كان المحبوب قد تجاوب معه، كانت العلاقة جيدة بالنسبة للحبيب، فهذا متوقف على مدى سكوت وخنوع المحبوب، لأن الحبيب سينعته بصفات لا تليق به إن لم يفعل ذلك، وهذا لأن الحب بالنسبة له هو امتلاك وسيطرة، باعتباره أنه حر بأملاكه، الأمر الذي يدعو لنفور المحبوب وعدم الراحة،، إذ أن مثل هذا الحب يكون مريحا لطرف، وغير مريح لطرف آخر، فالحب يتحوّل مع مرور الأوقات، وهذا ما يهدم الحب رويدا رويدا، لأن الحبيب يعمل على سجنه بسجن يكون فيه هو السجان الذي يشعر بالمتعة والمحبوب هو السجين المسكين، فهذا الحب عادة لا يدوم، بل إنه يؤذي طرف ويريح الآخَر.
النوع الثاني للحب:
الحب الاستغلالي والانتهازي:
هو عدم التكافؤ بين طرفين أحدهما المحب والثاني هو المستغل له، فيحاول أن ينتهز كل الفرص ليضعف منه ويجعله يفعل ما يريد، ويستغل حبه الشديد له، ويتصرف وكأنه الآمر الناهي، فيهدد المحب بأنه إن لم يفعل كذا وكذا فسيتركه، فهو يمسك المحب من اليد التي تؤلمه، لأنه يعرف أنه مستحيل أن يتخلى عنه حتى وإن وجد منه القساوة لأنه يحبه وانتهى الأمر، و يعلم أنه كلما قسى عليه وهدد بالبعد أو بتركه تمسك به أكثر، فاستغل نقطة ضعفه، حيث أن المحبوب ضعيف أمام الحبيب جدا، ولا يحتمل فكرة بعده عنه، الأمر الذي يجعل من الحبيب أن يستغل هذه النقطة لصالحه، فيصد عندما يريد ويهرب منه كيف يشاء، ويجعله يلحق به ويذوق العذاب، لأنه يعرف أنه يحبه لدرجة التعلق، فلديه عقدة أن يربطه بحبه، مستغلا قلبه الطيب، فهو قد يثير لديه الغيرة بإصطحاب الآخرين، واللهو معهم ليعذبه أكثر، فالمحب دائما هو الباكي الدائم ذو الدموع التي يذرفها من شدة الحب، والتي يكون راض بها، وما إن سمع من الحبيب كلمة طيبة ولو بدون قصده، لأسرع إليه وقبل رأسه وصار يغني ويرقص طربا، رغم علمه أنه لم يعطيه شيئا من حقه، ورغم تكبره، إلا أنه من نظرة واحدة منه يموت تحت قدميه، فهو مستعد حتى لو قال له أنه يكرهه فإنه سيدافع عنه بكل عواطفه وإن كان مخطئا، بل يمكن أن يلقى كل الخطأ ليرضيه، الأمر الذي يجعل الحبيب يستغله و يحرّكه كما يريد لأنه يسيطر عليه بشدة حبه له، وقد يؤذي مشاعره، وقد تصل الأمور بالحبيب المستغل لإتخاذه وسيطا لمن يحبه والمحبوب الطيب راض، فالحبيب مستغل له.
النوع الثالث للحب:
الحب الصامت العميق:
إنه الحب الذي يعيش ويدوم حتى الشيخوخة، فما نحبه ونعشقه داخلنا ويصير جزء من قلبنا وذاكرتنا يبقى مدى الحياة، فهذا النوع من الحب يجعل صاحبه يعشق بكل جوارحه دون إظهار ذلك، فيسعى إلى الكتمان ويعيش حبه داخله دون البوح للحبيب، فلا يطرحه وخاصة عندما يحس أن الحبيب مشغول بأحبائه وله جوه الثاني البعيد عنه، فيكتفي بأن يحس به بدون أن يتكلم، ويخاف من البوح بذلك كي لا يفقد الحب معناه، وهذا أرقى أنواع الحب، إذ أنه قائم من أجل الحب، فلا مصالح ولا استغلال، فهو معطي دون مقابل، فيكتفي بصورة الحب بداخله ويرسم لها لوحة ملونة ألوانا تزينها، فيعيش يوما بعد يوم وهو يشعر بالشوق الذي يجعله يطلب رؤية الحبيب بعدة حجج دون إعلامه بحبه، فكرامته وعزة نفسه تمنعه من البوح بذلك، لأنه يخاف من الخسارة، ولأن الحبيب قد يكون مشغولا بغيره، وهو مستعد لأن يقدم له الغالي والنفيس، وأن يدافع عنه بكل ما يملك، حتى لو أنه لم يحس يوما به وبشعوره، ولكنه يكفي بالنسبة له أن يرى.ابتسامة وجهه وأنه راضي، وهذا ما يسعى له حتى لو بقي حبه سرا أبدا ودهرا، فسيبقى حتى الممات يحدث نفسه بهذا الحب العميق، فهو قد يجلس بعيدا ويتابع بصمت ويتأمل صفات حبيبه المحببة ويتمناه، وقد يرعاه ويحميه من بعيد وعندما يلجأ إليه سيجده قبل ظله محبا غيور محترما لمشاعره، وكل ذلك بحب وبصمت وبأعمق المشاعر.، فإذا دار حبيبه الدنيا كلها ورجع إليه سيجده منتظرا فاتحا ذراعيه له لاحتضانه، وتلقي ألمه عنه ودون أن يبوح أنه يحبه أو أنه الحبيب.
النوع الرابع للحب:
حب التملك:
أنت جزء من ممتلكاته، وشيئ من أشيائه الخاصة، فحاسب على أي أمر قد تقوم به دون إذن إذا لم يكن راض، فهو يسجنك في سجنه الخاص الذي هو حامل المفتاح الوحيد له، فيحاصرك ويضعك بصندوق ألعابه، فمنوع عليك أن تمارس أي حق من حقوقك، فأنت عليك التنفيذ فقط، ويجعلك تدفع ضريبة حبك له، بأن ترهن نفسك له بكل ما تملك، ويتحكم بمواقفك وآراءك وحتى هواياتك، هو قد يتقاسم معك أحلامك ويحولها لصالحه، فأنت ممنوع عليك أن تفعل أي أمر بدونه، ألست بمفهومه ملكا له؟ فهو حر بك وبكل ما يخصك، إذ أنك أصبحت الدمية التي يحركها هو كما يشاء، فيحدد لك مشاويرك واتجاهاتك، ويختار لك الأصدقاء، ويزيل من يشاء منهم من القائمة، وقد يضيق عليك الحصار فيبعدك عن الآخرين والإقتصار عليه فقط، فحب التملك هو حب يجعلك تعيش صراعا داخليا ونفسيا بين ما تحبه وتعشق عمله وبين ما يريده حبيبك، وبين التنفيذ والرفض لأنك لا تحب أن تزعجه ولكنك ضد ما يتصرف، فهو حب متعب.
النوع الخامس للحب:
الحب الأناني
هو حب قائم على إعطاء كل شيئ في أول مرحلة من الحب، وتقديم كل مشاعر الحب وغرس القيم النبيلة من الحب حتى تصدقه، وتشعر أن هذا الشخص هو الحب الحقيقي والمنسجم مع كل أفكارك ومعطياتك وأهدافك، وهو الشخص ذو المشاعر التي ستريح قلبك، فتجعل له مكانة كبيرة في قلبك وتخصص له جناح كبير يتمركز فيه وسط قلبك، ويأخذ قيمته وتجعله رقم واحد في حياتك، وما إن تملك قلبك وعرف أنه شيئ أساسىي فيها حتى بدأ باتخاذ خطواته نحو الإنسحاب عند انتهاء المصلحة، فتكتشف أنه بنى كل هذه المكانة لمصلحة معينة ثم بادر بالإنسحاب والمغادرة من حياتك، ولكن الأمر المتعب أنه سيترك مكانا فارغا وسط قلبك وحياتك التي رهنتها له، وروحك التي أعطته الكثير، وهذا ما يجعلك تتألم وتحس بالفراغ العاطفي والروحي، وما أصعب الفراغ الروحي! الذي يجعلك تبحث عمن يملأ هذا الفراغ سواء أكان مناسبا أم لا، فالمهم ملأ فراغ وهذا هو الخطأ الأكبر، الذي قد يدمر حياتك ويجعلك غير سعيد، ويسبب لك جرحا عميقا من الحبيب صاحب المصلحة الذي جعلك تختار من بعده اختيارات خاطئة وسطحية لتعبئة مكان فارغ، الأمر الذي يوقعك في المشاكل لأن بدايتك كانت غلط واستمريت في الأخطاء.واحد تلو الآخر حتى أصبحت حياتك كلها بلا طعم وإثارة .
النوع السادس للحب:
الحب الشهواني:
هو حب الملذات والحب الملموس وحب الجسد، وهو بعيد عن الروحانيات والإحساس الروحي، فهو حب جنسي قائم على الغريزة ولا يضيف للمرء شيئ، بل غريزة حيوانية من أجل الإستمرار بالحياة، فهو لا يمكن أن يكون حبا حقيقيا، بل هو حب من نوع واحد قائم على الشهوة الجسدية، فلا مجال للمشاعر فيها ولا للغذاء الروحي، لذلك قد تجد هذا النوع من الحب متكرر ويمكن للحبيب أن يحبك ويحب غيرك بنفس الوقت، كنوع من اللذة وتغيير الطعم، فهو مفهوم غير مستحب لأحد، فلا حب جسد دون روح، ولكن البعض يستعملون الحب وسيلة للوصول لذلك، إذ أنه حب شهوة فقط وينتهي بالحصول عليها، والدليل هو أنه لا يفكر بالطرف الآخر إلى حين إثارة شهوته مرة أخرى، أما الحب الروحي عكسه فهو مستمر وعند اللقاء بالحبيب أو البعد عنه، فحب الحبيب القائم على الشهوة قد يؤدى إلى خجلك بين الناس وإذلالك، وقد يشعركك ويشعره بالندم بعد ممارسة هذا الحب، لأن كل شيئ ينتهي بوقته، فقد تعودون للحياة الطبيعية مثلا أو لمتابعة أمور حياتكما دون الشعور بالشوق لبعضكما، فهذا النوع من الحب يعيش في وقت معين فقط ثم يخمد، فهو حب قد يؤذي المشاعر، لأنه تفريغ طاقات داخلية وانتهى الأمر، وهو حب بارد يسخن في فترات معينة.
النوع السابع للحب:
الحب للتسلية
هو حب ليس عميق بل هو سطحي يعتمد على تمضية بعض الوقت والتسلية، إذ أن الحبيب يتمتع بمزاجية معينة فعلى حسب مزاجك يتعامل معك، وقد يمتلكك فتكون لعبته و ليتسلى معك، فممنوع أن يتسلى معك أحد حتى ينتهي هو، فقد يوهمك أنه الحبيب المنتظر رغم أنه يعرف ما يفعل، ورغم أنه يعلم أنك مجرد لعبة، ويمكن أن تنتهي بأي وقت، وإن حصل ووجد لعبة أفضل منك فإنه سيخلق ظروفا لينسحب من حياتك ويتسلى بلعبته الجدبدة، فهو كالعنكبوت يحيط بالفريسة ويلعب معها لعبة الإحاطة ثم الإقتراب تم الخنق، وهكذا فهو يعتمد اللهو واللعب في علاقته بالحبيب، فهو ينتظر لتعطيه بوادر الدخول لصميم حياتك، فيحاول اللعب بالأساسيات و التدخل بكل ما يخصك حتى ينتهي منك، وعندما يرى أنه لا جدوى.سيتركك باحثا عن لعبة غيرك، فلا تظنه يوما سيتألم، بل أنت الذي ستتألم وتتعلم، أما هو فسيتركك ولن يتعذب كثيرا في البحث لأنه سيكون قد جهز الفريسة من قبل تركك، لأنه لا يستطيع أن يقضي ساعة من حياته دون أن يمرح ويلعب، فهو محب للتسلية وإضاعة الوقت في العلاقات الغير جادة والغير عميقة واللا روحية.
النوع الثامن للحب:
الحب الحقيقي الصادق :
هذا الحب يعتمد على الصدق والإخلاص، واندماج الأرواح، والإنسجام الكلي، هو الحب الذي يجعل منك مع الحبيب سيمفونية تطلق أحلى وأجمل الالحان، فيدخل قلبك هذا الحب دون أن يطرق الباب، ومن أول نظرة أو فعل، فالحب الحقيقي لا يحتاج إلى بواب، إذ أنه يدخل للسكن داخل قلبك فيعتبره وطنا، ويسكن فيه سكون الورد في البستان، ليجعلك تعيش السعادة، وتطير في السماء كما يحلق النسر المنتصر، فتنطلق إلى عالم الخيال لتحقق بعصا منه في واقعك وتعيش الرومانسية، فتكون ذلك الفنان الذي يرسم حياته من خلال لوحة فنية فيها من كل الألوان الزاهية، فتتحول حياتك إلى بياض ونقاء، ذلك الحب الخالص الصافي المقدس الذي لا يعتمد على الإستغلال ولا الشهوانية، الحب الروحي الأبدي القائم على الإحترام المتبادل بين الطرفين والمشاعر المتأججة والشغف ، والذي يجعل بريق عينيك تلمع من شدة الحب والصفاء، فما إن اقترب الحبيب حتى ذاب قلبك حبا، وما إن ابتعد حتى ذاب شوقا، لذلك عليك الحفاظ على هذا النوع من الحب، لأنه نادر، فإن فقد هذا الحبيب جرح قلبك للأبد لأنه لا يعوض.